فصل في رؤيا الضعف والمرض

رؤيا الضعف والمرض
قال الكرماني: الضعف والمرض ليس بمحمود لأنه فساد في الدين لقوله تعالى " لئن لم ينته المنافقون " الآية. وربما كان يكثر الأباطيل. وقيل من رأى أن مرضه طال فإنه يلقى الله على خير حاله.
ومن رأى: أنه مرض من غير ألم فإنه يرى قرة عين ولا يموت تلك السنة، وقيل المرض هم وغم، وربما أنه يخالف من أشياء يرجوها.
وإن رأى المريض أنه عاد صحيحاً وهو يكلم الناس أو يكلمونه فهو برء وحصول شفاء، وإن رأى ذلك وأنه لا يتكلم مع أحد وهو خارج من منزله ربما دل على موته.
ومن رأى: أن ذا سلطان مريض فليس بمحمود في حق الرائي، وإن كان بينه وبين أحد خصام فإنه مغلبو.
وإن رأى هذه الرؤيا من هو في حرب أصابه في أعضائه جراحة.
ومن رأى: أنه ضعيف فإنه يفرط في أداء الفرائض، وإن كان عليه حق لا يقوم به، وقيل الضعف ضعف القدرة وضعف الهمة وليس ذلك بمحمود إلا أن يرى الإنسان أن زوجته ضعيفة فإنه صلاح في دينها.
ومن رأى: أنه هزل لا خير فيه ولا بأس للضعيف أن يرى نفسه سميناً. وقيل رؤيا المرض فرج من غم وظفر على الأعداء وإصابة مال.
ومن رأى: في المنام ما يدل على الخير وأراد بذلك أن المريض ينتظر الشفاء والمظلوم ينتظر الظفر وذكر قبل ما به خصب سائر الورى إلى آخره هذا إذا كان مع فقر وانخضاع، وأما الأغنياء فهو فقر وحاجة وليس ذلك بمحمود لهم، وقيل الورم حبس، خصوصاً إن كان الضعيف يشكو منه فالمصيبة أعظم.
ومن رأى: أنه ضعيف برأسه فإنه يدل على أنه يرتكب معاصي كثيرة فليتب إلى الله ويرجع ويتصدق فلعله يغفر له لقوله تعالى " فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه " الآية.
ومن رأى: أن جبينه يؤلمه فإنه نقصان في جاهه ومنزلته.
ومن رأى: أن في عينيه ضعفاً فإنه نقصان في رزقه وهم وغم وحزن، وقد تقدم بعض الكلام في الأعضاء على ما يتعلق بالعين. وأما إذا رأى أحداً يداويه أو يكحله فإنه يدل على الخير والصلاح.
ومن رأى: أن أذنه بها وجع فإنه يستمع ما يكره من أعدائه.
ومن رأى: أن أنفه يؤلمه أو به ما لا يحمد مثله في اليقظة فإنه يصل إلى مضرة.
ومن رأى: أن لسانه يؤلمه فإنه وبال في حقه، وربما يكون كذبا.
ومن رأى: أن في فمه ضعفاً وألماً فإنه ينكر على كلامه الذي يتكلم به.
ومن رأى: أن في فمه ضعفاً وهو يؤلمه فإنه هم وغم وحزن.
ومن رأى: أن أسنانه بها وجع فإنه حصول هم وغم من جهة أقربائه.
ومن رأى: أن برقبته وجعاً وهو يؤلمه فإنه يكون عنده أمانة أهملها ولم يوف بذلك.
ومن رأى: أن قلبه ضعيف وبه ألم فإنه يأكل الحرام.
ومن رأى: أن ظهره به ضعف فإنه لا خير فيه، وربما إن كان كبير السن يحصل له ما يغمه، وربما دل على الذلة.
ومن رأى: أن بجنبه وجعاً فإنه يدل على تكدر القلب والخاطر من جهة قومه وضيق صدره.
ومن رأى: أن بكبده مرضاً وهو يؤلمه فإنه يكون قليل الشفقة على عياله ولا يوجد عنده إلتفات إليهم.
ومن رأى: أن بيده مرضاً فإنه يجفو أخاه أو شريكه أو صديقه.
ومن رأى: أن بإصبعه ضعفاً وألماً فإنه يكون مقصراً في صلاته.
ومن رأى: أن صدره ضعيف وبه ألم فإنه يكون مهملاً في حق عياله ولا يرضيهم في قوتهم.
ومن رأى: أن أبويه ضعفاً، وقد هزلا أو أحداهما فلا خير فيه وقيل إدبار دنيا عنه.
ومن رأى: أنه يخدم ضعيفاً فإنه يكسب الأجر والثواب وقيل يتقرب إلى فاسد الدين بما يحسن برأيه وهو في ذلك مذموم.
ومن رأى: أن به قولنجاً فهو مقتر على عياله في رزقه.
وأما الألم في الثديين فإنه ضرر.
ومن رأى: أنه مبتلي وبجسده ما يأكل منه كالهوام وغيرها فإنه يصيب مالاً كثيراً وحشماً وعيالاً. وأما عصار البول فهو حصول ما يكره الإنسان وقيل ضعف في القوة.
ومن رأى: أحداً من أرباب العلاج وهو يداوي شيئاً يؤلمه فإنه يدل على مصادفة من يحصل منه منفعة والله أعلم.
ومن رأى: أن بصره ألماً من سعال وخرج به بلغم فإنه يشكو حاله لأحد بسبب ماله، وإن شغل بسوقه فإن الشكوى تكون محالاً، وإن كانت السعلة رطبه فإنه يشكو من أهل بيته، وإن كان بدم فإنه يشكو من أولاده، وإن كانت صفراء فإنه قليل الذرية وخلقه ضيق، وإن كان السعال بحضرة ذوي مناصب فإنه يكون مهموماً بسبب الدين. وقيل رؤيا الضعف من السعال تدل على المقدرة والضعف.
ومن رأى: أنه أراد السعال وهو ضعيف ولم يخرج ذلك منه فلا خير، وربما يكون قرب أجله.
ومن رأى: أنه ضعف وهو شاب وأراد السعال فظهر منه بلغم فإنه خير وفرج من هم ومن شرق من سعاله فإنه يموت ولا خير في الشرق.
ومن رأى: أنه ضعيف بالسعال لا يتوب بل يتزايد في الفسق والعصيان. وقيل رؤيا الأمراض من الرطوبة يدل على التهاون بالفرائض والطاعات والأمراض الحارة دليل على هم من قبل الملك، وأما الأمراض من اليبوسة فإنها تؤول بإسراف المال في غير مرضاة الله تعالى وأخذ ديون من الناس ولم يعزم على قضائها.

تفسير منام فصل في الضعف والمرض في رؤيا الأمراض والقروح والبرص والجذام والجنون وجميع الآفات
للعوده لفهرس تفسير الأحلام لإبن شاهين


شاهد المزيد ..
تعليقات (0)


غير متصل بالإنترنت !