فصل في رؤيا النوم

رؤيا النوم
وأما النوم، فمن رأى أنه نائم فإنه فساد في دينه، وربما كان غافلاً عن مصالح نفسه لقول الإمام علي كرم الله وجه: الناس نيام فإذا ماتوا انتهوا، وقد جاء في الدعاء اللهم نبهنا من نومة الغافلين.
ومن رأى: أنه مستلق على قفاه فإنه يقوي أمره وتقبل دولته وتصير الدنيا تحت يديه لأن الأرض مسند قوي ويكون نصب عينيه.
ومن رأى: أنه نائم مبطوح فإنه يذهب ماله وتضعف قوته ولا يشعر بمجرى الأحوال ولا يدري كيف تصرف الأمور، وقيل النوم لصاحب الحظ والسعادة محمود، وفي ذلك المعنى قال بعضهم:
وإذا السعادة لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان
ومن رأى: أنه يغشاه النعاس فإنه أمان لقوله تعالى " إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ". وقيل إن رأى الضعيف أنه نائم فإنه يبرأ، وإن رأى ذلك من هو في حرب فإنه يخاف عليه.
والنوم راحة لقوله تعالى " وجعلنا نومكم سباتا " أي راحة.
وبالمجمل فإن رؤيا النوم تؤول على ثمانية أوجه: أمن وراحة وغفلة وفساد وموت وذهاب مال وضعف قوة وسناء.
وأما اليقظة فإنها تؤول بالحركة والجد والإقبال على الطاعة.
ومن رأى: كأنه نائم واستيقظ فإنه يجد في أمر كان غافلاً عنه.
ومن رأى: أنه أيقظ نائماً فإنه يرشد إلى طريق الحق، وقد قال بعض المعبرين:
يا أيها الراقد كم ذا الرقاد ... قم وانتبه من قبل يوم المعاد
ومن رأى: أن أحداً أيقظه فنظير ذلك.
وبالمجمل فإن رؤيا اليقظة تؤول على خمسة أوجه: السداد في الأشغال وملازمة الأمور الدينية والدنيوية والرجوع عن شيء ينكره الشرع وكثرة الأسباب والمعايش والزيادة في العمر.

تفسير منام فصل في النوم في رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا
للعوده لفهرس تفسير الأحلام لإبن شاهين