فصل في رؤيا الأنبياء

رؤيا الأنبياء
قال ابن سيرين: رؤيا أولى العزم من الرسل تدل على العز والشرف.
ورؤيا الرسل تدل على الظفر والنصر.
ورؤيا النبي دين وديانة وأداء أمانه.
ومن رأى: النبي فرحاً مسروراً ذا بشاشة يدل على العز والجاه والظفر، وإن رآه غضبان عبوس الوجه يدل على الشدة والعلة، وربما يجد يعدها فرجاً.
وإن رأى أنه سمع أو أخذ شيئاً من نبي يصيب نصيباً من علم ذلك النبي ويكون مسروراً.
ومن رأى: آدم عليه السلام إن كان ذا أهل يصيب السيادة والولاية العظيمة لقوله تعالى " إني جاعل في الأرض خليفة ". وإن لم يكن ذا أهل يتوب لقوله تعالى " فتاب عليه وهدى ".
ومن رأى: أنه كلم آدم عليه السلام يحصل له علم ومعرفة لقوله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها ". وقيل من رأى آدم فهو حصول خير.
وإن رأى أنه ذبح آدم فإنه عاق لوالديه أو معلميه.
ومن رأى: حواء يدل على وجدان دولة الدنيا وازدياد مال ونعمة وأولاد وإصابة مراد بهوى.
ومن رأى: شيثاً يكون عيشه طيباً ويحصل له مال وأولاد. وقيل من رأى شيثاً فإنه يدل على أنه وصى ومقدم على أمور عظام وانه يوفي بالوصية ويؤديها حقها لأن شيثاً كان وصياً على وجه الأرض.
ومن رأى: إدريس يحسن أمره ويكون عاقبته محموده. وقيل من رأى إدريس يدل على اجتهاد في العبادة وأن يكون فيها بصيراً فإن إدريس كان أعدل أهل زمانه وأعرفهم بالحكمة.
ومن رأى: نوحا يطول عمره ولكن يصادفه من الأعداء ضرر وتعب وعاقبة الأمر يحصل مراده. وقيل من رأى نوحا يكون له أعداء وجيران يحسدونه وينجيه الله تعالى من شرهم وينتقم الله منهم.
ومن رأى: هوداً فإن الأعادي تتسلط عليه وهو يظهر عليهم. وقيل من رأى هوداً فإنه يفوز برشد وخير وينجو قوم من سوء على يديه.
ومن رأى: لوطا فإنه يتحول من مكان إلى مكان وعاقبة أمره تكون محمودة في تسهيل أشغاله. وقيل من رأى لوطا فإنه يكون له إمرأة فاسقة لا خير فيها فلينظر في مصلحته معها، وإن كان ممن يعمل عمل قومه فليتق الله وليتب.
ومن رأى: صالحاً فتعبير من إشتقاق إسمه.
ومن إبراهيم فإنه يحج وقيل يصل إليه جور من سلطان ظالم وقيل يخالف أبويه. وقيل من رأى إبراهيم فإنه يرزق محبة الله تعالى ويذهب همه وغمه ويصيب خيراً ودنيا واسعة.
ومن رأى: إسماعيل يعلو قدره وتقضى حوائجه. وقيل من رأى إسماعيل يدل على إنسان صدوق أو يوعده أحد بوعد ويصدق فيه.
ومن رأى: إسحاق يحصل له بشارة وفتح وغنيمة لقوله تعالى " وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين ". وقيل من رأى إسحاق فإنه نجاة من عقوق أصله.
ومن رأى: يعقوب فإنه يصل إليه هم وغم من جهة الأولاد ويفرح بعد ذلك. وقيل من رأى يعقوب، فإن كان غائباً يأتي بخير وبشارة.
ومن رأى: يوسف فإنه يحصل له من جهة أقاربه بهتان وفي عاقبته يصل إلى مرتبة السلطنة ويعلو قدره ويبلغ مراده. وقيل من رأى يوسف ربما يحصل له هم من قبل إمرأة وعاقبته إلى خير، وربما دلت رؤيته على بشرى.
ومن رأى: شعيباً فإن الناس يقهرونه ثم بعد ذلك يظفر على من يقهره.
ومن رأى: موسى عليه السلام فإنه يبتلي بالأهل والعيال ثم يستقيم حاله ويظفر لقوله تعالى " ووهبنا له أخاه هارون نبياً ". وقيل يهلك في تلك الديار سلطان ظالم. وقيل من رأى موسى فإنه يدل على أنه رجل مغلوب ثم يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه، وإن كان في بحر ينجو سالماً ومن أعطى له عصا موسى في منامه فإنه يرزق علم الكيمياء حقاً وينجو مما يخاف ومن أعطى سيف على يرزق الشجاعة حقاً.
ومن رأى: هارون يكون خليفة أو رجلاً كبيراً يصيبه بلاء وخصومة وتكون عاقبته إلى خير.
ومن رأى: اليسع تيسر أمره العسير.
ومن رأى: داود فإنه يحصل له ضرر وضيق صدر من جهة العيال. وقيل من رأى داود يكون خليفة في أهله، وربما ينال خير أو حكماً وملكاً، وربما يبتلى بسبب امرأة، وربما كان عنده شيء مدخر فأثر فيه السوس فليفقده.
ومن رأى: سليمان فإنه يعلو قدره ويصل إلى مرتبة السلطان إن كان ممن يليق به ويزداد ماله ونعمته وقيل نفاذ أمر وحصول خير على كل حال. وقيل من رأى سليمان فإنه يدل على السفر والرجوع عنه عن قريب، وربما ينال سلامة لإشتقاق الإسم.
ومن رأى: زكريا فإنه الله تعالى يوفقه لفعل الخيرات. وقيل من رأى زكريا فإنه يرزق ولداً صالحاً.
ومن رأى: يحيى فإنه يتجنب عن اكتساب الدنيا وأشغالها ويكون مشغولاً بأشغال الآخرة. وقيل من رأى يحيى فإنه يدل على حياة دولة وبشرى وخير.
ومن رأى: الخضر فإنه يسافر سفراً بعيداً بالسعة والأمان. وقيل من رأى الخضر فإنه يحج ويكون عمره طويلاً.
ومن رأى: إلياس فإنه يسهل عليه الأمور الصعاب. وقيل من رأى إلياس فإنه يدل على أنه يدعو الله تعالى فيستجاب له.
ومن رأى: أيوب فإنه يخلص من الأمراض والأوجاع وتنصلح أحواله. وقيل من رأى أيوب، فإن كان مريضاً أو عنده مريض يحصل له الشفاء من الله تعالى.
ومن رأى: يونس فإنه يحصل له الفرج بعد الشدة والسرور بعد الثبور ويخرج من الظلمات إلى النور. وقيل من رأى يونس فإنه يخرج من الضيق إلى الفضاء.
ومن رأى: ذا الكفل، فإن كان ممن تليق به الكفالة فإنه يتقلدها، وإن لم يكن فيؤتمن أمانة.
ومن رأى: لقمان يرزقه الله تعالى حكمة وسداداً ورأيا صالحاً.
ومن رأى: ذا القرنين فإنه يتبع رجلاً كبيراً ويشفع عنده وتقبل شفاعته وتمضى حاجته.
ومن رأى: عيسى فإنه يحيى أشغاله الميتة ويقوى على الطاعات ويحصل له التوفيق لفعل الخيرات. وقيل من رأى عيسى يرزق العبادة والزهد والتقوى، وربما كثرت أسفاره وينجو مما يخاف، وربما يرزق علم الطب حتى لا يكون في زمانه مثله.
ومن رأى: أمه مريم فإنها آية عظيمة تظهر في ذلك الموضع.
ومن رأى: المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له الفرج بعد الغم ويقضى دينه، وإن كان محبوساً أو مقيداً فإنه يخلصه من حبسه وقيده ويأمن من خوفه، وإن كان في ضيق وقحط توافرت النعمة والخير عليه، وأما إذا كان غنياً فإنه يزداد غنى.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي وقيل رؤيته عليه الصلاة والسلام تدل على سعادة العقبى، وقيل إن كان مغلوباً ينتصر على أعدائه، وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى.
ومن رأى: أنه يزور نبياً من الأنبياء سواء كان حياً أو ميتاً فإن ذلك يؤول على ثلاثة أوجه: الأول إن كان متقياً زادت تقواه، وإن كان عاصياً تاب الله عليه والثاني يزوره كما رأى أو حصول خير وبركة والثالث دليل أنه من أهل الجنة ومن الفائزين.
ومن رأى: أنه يسب نبياً فإنه يطعن فيما أتى به.
ومن رأى: نبياً ازداد طولاً أو عرضاً عما هو فتكون في الناس فتنة.
ومن رأى: أحداً منهم عليهم السلام وهو شيخ كبير فإنه يكون راحة لأهل ذلك المكان.
ومن رأى: أحداً منهم وهو في صورة حسنة فإنه صلاح في دينه ودنياه.
ومن رأى: أن أحداً منهم ألبسه شيئاً من متاع الدنيا أو أعطاه فهو حصول بركة وشفاعة يوم القيامة.
ومن رأى: أنه غطى أحداً منهم بشيء من متاع الدنيا فإنه يهمل سنته وليس ذلك بصالح، وإن أعطاه شيئاً مما يستحب نوعه فإنه يفعل الخيرات.
ومن رأى: أنه نبش قبر أحد من الأنبياء فإنه يتبع سنته، وإن وجد من عظمه شيئاً يكون اتباعه أبلغ وحصل مراده من ذلك.
ومن رأى: أحداً من الأنبياء وهو يأمره بما يخالف الشريعة يكون ذلك نهياً له وزجراً وتهديداً لقوله عليه الصلاة والسلام: إذا لم تستح من الله فاصنع ما شئت فإن ذلك ليس بأمر على فعل وإنما هو تهديد.
ومن رأى: أحداً من الأنبياء فيه نقصان فإنه يدل على نقصان دين الرائي فليتق الله.
ومن رأى: أحداً من الأنبياء على غير صورة حسنة فهو قريب من ذلك.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الأنبياء أو أحد منهم يؤول على أحد عشر وجها: رحمة ونعمة وعز وعلو قدر ودولة وظفر وسعادة ورياسة وقوة أهل السنة والجماعة والخير في الدنيا والآخرة وراحة لأهل ذلك المكان.
ومن رأى: أنه يناقش أحداً من الأنبياء ويجادله ويرفع عليه صوته فإن ذلك بدعة قد أحدثها في الدين والسنن.
ومن رأى: أنه يقتله فلينظر فيما يروى عنه فليتق الله تعالى ولينته.
ومن رأى: أنه يلبس ملبوس الأنبياء فإنه صالح لدينه ودنياه.
ومن رأى: أنه صار نبياً فإنه يموت شهيداً أو يرزق الصبر والعبادة والاحتساب على المصائب.
ومن رأى: أنه يفعل بعض أفعال النبيين من العبادة والبر فهو دليل على حسن دينه وصحة يقينه للشرع، وإذا رأى ما لا يناسب فيها فهو ضد ذلك وقيل تفريج هم وغم.
ومن رأى: أحداً منهم وفيه نقصان أو عيب فإنه قلة دين.

تفسير منام فصل في الأنبياء في رؤيا الأنبياء والصحابة والتابعين والخلفاء وأنسابهم
للعوده لفهرس تفسير الأحلام لإبن شاهين


شاهد المزيد ..
تعليقات (0)


غير متصل بالإنترنت !